الخميس، 13 أكتوبر 2011

أبعاد المؤامرة الإيرانية على البحرين

تطورات متلاحقة على الساحة البحرينية و الخليجية سيكون لها إنعكاسات كبيرة على مجريات الأحداث في البحرين. فبعد أشهر و نحن "الطبالة" نتكلم عن المؤامرة الإنقلابية و الأصابع الإيرانية ولا أحد يعيرنا أدنى إهتمام. وحتى الصحفيين الغربيين الذين ساندوا "الثورة" المزعومة كانوا يتكلمون عن إدعائتنا بكل تهكم و سخرية . أمس قالت صحفية الواشنطن بوست    و هي نفس الصحفية التي هاجمت النظام الشرعي البحريني من  قبل – قالت بإن المدعو غلام شكري القيادي في فيلق القدس هو المسئول عن ملف البحرين الإنقلابي. أخبار لم تنشر بعد , تفيد أن هذا الشخص إلتفى مع مشيمع في بيروت قبيل عودة الأخير إلى البحرين في شهر مارس الماضي.  كما و إلتقى عدد من قادة "المعارضة" في بيروت و دمشق و طهران , و منهم جعفر العلوي و المحروس و ممثلين عن الشهابي و غيرهم و بشكل منتظم.

القصة و التي بدأت خيوطها تنسل – ونحن لا نزال في بدايتها – ستأخذ أبعادا كبيرة لتشمل دولا إقليمية و شخصيات شيعية في العراق و الكويت وحتى في قطر و الذين يعملون مع المخابرات الإيرانية و ينسقون مع فيلق القدس حزب الله اللبناني. و هؤلاء كانت لهم أدوارا كبيرة , فلا تتعجبوا عما  ستتمخض عنه الأيام القادمة من أخبار ستكون مؤلمة لما فيها من خيانة و غدر.

هذه القضية بدأت بالقبض على شخص في الولايات المتحدة و لم يعلن عن إعتقاله و لا لنتائج التحقيقات و التحريات إلا بعد مرور خمسة أشهر. مما يدل على السرية التي تعاملت فيها الجهات الأمنية في الولايات المتحدة مع الموضوع. و كان الشخص المعتقل يتخابر مع غلام شكري بإيعاز من عملاء من السي أي إيه وسجلوا كل ما دار من حديث, ولم يعلم الأخير بالقبض على عميله. وتم الكشف عن ملابسات عملية التخطيط  لإغتيال السفير السعودي في واشنطن, ثم بدأت المعلومات تتكشف تباعا ليدرك الجميع أن المؤامرة كانت أبعد من مجرد محاولة إغتيال. ثمة تسريبات تفيد أن أجهزة المخابرات البحرينية هي التي كشفت المؤامرة  من خلال إستجوابات المعتقلين و إعترافاتهم و أبلغتها إلى نظيرتها السعودية و الأمريكية. ولم يكن هناك معلومات عن محاولة الأغتيال و لكن بالربط بين أشخاص متورطين توضحت الرؤية .

حتى لا نتشعب كثيرا, دعونا نركز على البحرين و إنعكاسات هذه التطورات على الأرض. أصبح لدينا ولأول مرة – على الأقل علنا –  دلائل عن تورط إيراني في المحاولة الإنقلابية و ليس مجرد إدعاءات حكومية.  و هذه إنتكاسة كبيرة لجمعية الوفاق على الأرض. سنبدأ نلحظ قريبا تغييرا في كيفية إدارة الأحداث من قبل الحكومة من الناحية الأمنية ومن الناحية الإعلامية.  من الناحية الإعلامية سنشهد حملة إعلامية تبرز فيها الحكومة إتهامات مباشرة و معلومات من دون الحاجة لتسريبها كما كانت تفعل في الأسابيع القليلة الماضية.

أما من الناحية الأمنية فسوف نشهد حزما أشد في التعامل مع مثيري الشغب و المخربين و ستكون معذورة من الدول الغربية على إتخاذ هذه الإجراءات. وهذا سيضع الوفاق و أتباعها في حرج فلن يكون لهم سوى خيارين لا ثالث لهما: فإما اللجوء إلى أعمال أكثر حدة و عنفا – وها سيأتي عليهم وبالا و إما أن تعتذر الوفاق عن كل الأحداث و تطلب الصفح و الغفران و دعونا نبدأ من جديد. وهذا الأخير سيكون بمثابة إعلان وفاتها عند قاعدتها. على كل الأحوال فالوفاق في عداد المنحلين, و أتوقع إنها تتنفس أخر أنفاسها. و ما كان إعلان "وثيقة المنامة" كما أسموها إلا محاولة يائسة و أخيرة لإنقاذ الوفاق من مصير محتوم. و البند الذي لم يذكر في الوثيفة المزعومة و لكنه ورد في كل جملة – نرجوك يا حكومة إدعونا لنتحاور و نرجو من أوباما ليتدخل ثانية ليضغط على الحكومة تكلمنا- فات الفوت على الوفاق. المثير حقا أن نشهد ربطا بين قادة الوفاق من أمثال علي سلمان و مرزوق و عبدالجليل و مطر و غيرهم و معرفتهم بالحركة الإنقلابية, و الأسواء لو أن لهم إرتباطا مباشرا بها.

لابد و إن المنظمات الحقوقية التي ساندت الخونة – سواء عن علم أو بغيره – تشعر بالخيبة الكبيرة مع الحراك البحريني. لقد وضعوا مصداقيتهم على الخط و سخروا لهم طاقات كبيرة من الدعم اللامحدود ليفاجئوا بإن عدوة حقوق الإنسان الأكبر في العالم –إيران- هي الدينامو الذي يقود هذه "الإنتفاضة".

نقطة أخيرة أحب أن أضيفها - ستثبت الأيام أن حكومة البحرين تعاملت مع الأزمة بحرفية كبيرة و ستثبت ثلاثة أمور - الحكومة ليست بالوهن الذي تصوره كثير من الناس, و أن الحكومة ليست ( نايمة على ودانها ) كما يقول أخوتنا المصريون و أخيرا إنها على قدر كبير من الفطنة و الحكمة و الحنكة السياسية.

DR. KNOW

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق