الاثنين، 10 أكتوبر 2011

الثورت العربية و محاسبة الذات – 2

نشرت موضوعي الثورات العربية و محاسبة الذات صباح الأحد 8-10 وكأني كنت أتوقع حدوث تطورات الماسبيرو في مصر و أحداث تونس. زميل عزيز قال مداعبا إني من أولياء الله الصالحين – جعلنا الله منهم.  و أتمنى أن أقول أن لي من بعد النظر ما يجعلني من المحللين السياسين المخضرمين و لكني لست كذلك . الأمر أبسط و أوضح من ذلك بكثير .

علينا الإعتراف أن الثورات العربية وحتى هذه اللحظة قد فشلت في تحقيق الحد الأدنى من تطلعات الشعوب المتعطشة للحرية و الأمن. و سيمضي من الوقت الزمن الطويل قبل أن تستعيد بلدان الثورات عافيتها. جميع البلدان التي أبتليت بالثورات و خلافه أصبحت ضعيفة و مهلهلة وتعيش حالات من الفوضى وعدم الإستقرار.

فهذه مصر و بعد مرور 7 أشهر على سقوط مبارك لا تزال تعاني من الفوضى. أي شيء لا يعجب هذه الفئة أو تلك تأخذ إلى الشارع و تغلق الميادين. جميل أن تكون حرية التعبير بعد طول كبت مفتوحة للجميع و لكن ليس الجميل أن تكون الفوضى هي نتاج هذه الحرية.  وللأسف رأينا سقوط أعدادا من القتلى و الجرحى من غير ذي داع. أمر محزن حقيقة.

وهذه تونس و بعد 8 أشهر من سقوط نظام بن علي لا تزال حالة الفوضى هي السمة الغالبة عليها. وقامت مجموعات تصف بالإسلامية تهاجم محطة تلفزة لإنها – أي المحطة – إستعملت حقها في التعبير عن رأيها فهاجموها. غريب هذا الأمر, كانوا يشتكون إن نظام بن علي كان يكمم الأفواه و ثاروا عليه فإذا هو ذهب فإذا المطالبين بحرية التعبير هم أول من يكمم الأفواه! فلم إذن نلوم بن علي و غيره من الحكام و نثور عليهم؟ أقلها كان في عهدهم أمن و أمان و سلطة قانون.

الأمريكان أتوا إلى العراق تحت عباءة الديموقراطية المزعومة, و سنين طويلة مرت ولا نجد أثر هذه الديموقراطية هناك, بل حالة من الفوضى العارمة الملطخة بدماء مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء. و إستبدل الأمريكيون نظاما إستبداديا بأخر أكثر أستبدادية و أكثر دموية. أقلها كان نظام صدام يمسك بالأمن و الأمان لكل مواطن و أقلها كان المواطن في حال إقتصادي أحسن بكثير مما هو عليه اليوم.

يا جماعة – العرب ليسوا على جاهزية لإستقبال الديموقراطية ولا يعرفون كيف يتعاملون معها ولا يعرفون ما هي أساسا ولا يستحقونها. وأنا هنا أتكلم عن الديموقراطية بمفهومها الغربي. بالعربي – هذا النوع من الديموقراطية لايصلح لمجتمعاتنا العربية التي تترسخ فيها قيم دينية و إجتماعية و قبلية و طائفية. الديموقراطية التي يحاول الغرب إطعامنا إياها قصرا
فشلت في حميع بلداننا من محيطه إلى خليجه وعلينا إيجاد مفهوم للديموقراطية يتناسب مع طبيعتنا.

الذي حصل – وهو ما يحاول الكثيرون إنكاره – إن هذه الثورات لبست صناعة وطنية خالصة و إنما هي مواد خام مستوردة من الخارج و جمعت في بلداننا و كتب عليها صنع هنا وصنع هناك,و حتى مكائن التصنيع من الخارج و نحن فقط قدمنا العمالة. و"الخارج" لم يتمم بعد مشروعه الإنتاجي , فلا يزال يتدخل في كل صغيرة و كبيرة في الإنتاج حتى يروق له المنتج.

نحن وبكل أسف فتحتنا أبواب بلداننا على مصراعيها للدول الغربية لتتدخل كيفما تشاء و حيثما تشاء. فبعد ن كان التدخل مقصورا على تدخلات مخابراتية في الظلام أصبحت الآن على مرأى و مسمع الناس و بدون أدنى إكتراث – لماذا ؟ لإننا سمحنا لهم بذلك.

يا ليت لو أن ثورات تونس و مصر وسوريا و اليمن و ليبيا كانت عن طريق إنقلابات عسكرية و جنبنا البلاد و العباد دمارا ما بعده دمار و ضعفا ما بعده ضعف . أصبحنا مرتعا للفتن الطائفية تفتتنا و تأكلنا و أصبحنا فريسة سهله حتى للكلاب.

DR. KNOW

هناك تعليق واحد:

  1. أولا أنا معجب بالمدونة بشكل عام.. وأحييك على مقالاتك وتفكيرك..


    ثانيا اسمحلي أن أقول لك أن معظم من يتكلم عن مصر، ليس لديه معلومات كافية عنها..

    ردحذف