بمناسبة إقتراب تسعة أشهر على بداية الإنقلاب الفاشل على الشرعية البحرينية , فإن لهذه المناسبة دلالات بعضها سعيد و أخرى ليست كذلك.وبهذه المناسبة أحب أن أهنىء نساء الدوار اللاتي على وشك أن يضعن حملهن الميمون الذي زرعت نطفته في خيمة على الرصيف. وكنت أود أن أهنىء الأباء ولكنهم لايعلمون عن هذا الحدث السعيد , و بما إنهم لا يعلمون فلا تهنئة لهم. هذا أحد نتائج الدوار, أرحام تحمل و شوارع تربي.
سيبارك الجهلة من مشايخهم هذا الطفل البريء, هذا الضبط ما يريدون و هذا ما دأبوا على تشجيعه منذ سنين طويلة. يريدون زياد أعداد الشيعة بكل الطرق و إن كان من نتاج زواج متعة لم يدم سوى دقائق معدودة. هذا ما يعرف "بالخلف السياسي" أو "الحمل السياسي". لم يعد مفهوم تكوين الأسرة الصالحة هو مبتغاهم بقدر ما هي الأعداد. ثم وإن يكن مولودا من متعة , أليس ذلك مباحا عندهم؟ إثنان من كبار مرجعياتهم ولدا من متعة – الخميني و السيستاني!
لو عدنا إلى إحصاءات بداية 1900 و السنين التي تلتها , لوجدنا أن أعداد السنة كانت أكبر من الشيعة في البحرين. وفي أربعينيات القرن ذاته تم إستيراد أعداد من الشيعة من الأحساء و المحمرة للعمل في المزارع و بعض الأعمال الأخرى التي عزف عنها السنة التي كانت تستهويهم أعمال البحر و التجارة ثم إنتقلوا بعد ذلك للعمل في دواوين الدولة و الشركات الحكومية التي بدأت تتأسس. وكان أيضا لإستقطاب الشيعة مدلولات سياسية في حينه لا داعي للخوض فيه فليس موضوعنا. الإحصاءات تقول إن عدد الذين تم تجنيسهم في الأربعينيات و الخمسينات فاق الأربعين ألفا, ولك أن تتصور كم أصبح عددهم اليوم.
إنخرطت جماعات المحمرة و الأحساء و أخر من العراق و إيران في المجتمع البحريني, وحتى أنهم غيروا أسمائهم الدخيلة لتأخذ أسماءا بحرينية, فإنتسبوا إلى القرى التي سكنوها. و أصبح لدينا أسماء عائلات تنتهي بالجمري, و العكري و العرادي و السماهيجي و الدرازي و الديهي و المقابي والصددي إلى أخره. أما أخرون فإختاروا أن لا يكون لهم إسم عائلي , فترى منهم من يتكون إسمه من 4 أسماء أولى مئلا جميل أحمد إبراهيم سلمان – لا داعي لذكر أشخاص حقيقيين بعينهم و هم معروفين لدى الجميع.
هؤلاء الأربعين ألفا أحدثوا خللا كبيرا في التركيبة السكانية في البحرين و كان هذا أول خلل, وربما لم يكن مقصودا سياسيا, إلا إن الخطط الشيعية كانت ولا تزال مقصودة و بإهداف تسعى لتغيير الديموغرافية البحرينية من أجل التغيير السياسي في البحرين. و أصبح علمائهم و مرجعياتهم يطالبونهم بالإكثار من الإنجاب و شجعوهم على تعدد الزوجات و المتعة. ليس غريبا أن ترى أحدهم و قد أنجب 35 من 7 زوجات أو أكثر. هذا يذكرني بإحد الوزراء السابقين الذي فاق الستين من العمر بينما إبنته تكبر إحدى زوجات أبيه سنا. وهذا الجد له من الأبناء حوالي 40.
في دراسة لليونسكو وجدت أن أعلى معدل للإنجاب يوجد في قرية كرزكان يصل إلى 11.4 طفلا للمرأة الواحدة و سترة 10.3 بينما في المحرق 4.2 و هذا الفرق الشاسع هو ما يعرف "بالحمل السياسي". هذا ما حدا بالإنقلابيين أن ينشروا للعالم بإنهم أغلبية مضطهده مثلها كنظيرتها في جنوب أفريقيا إبان الحكم العنصري فيها. وترى أن كثيرا من الكتاب الأجانب يذكرونها حين يعرفون البحرين فيقولون – أغلبية شيعية تحكمها أقلية سنية. و دائما يرددون -70% شيعة يقابلها 30% سنة. أحد زنادقة الكويت المعروفين ذكر و على شاشة التلفاز أن النسبة الحقيقية هي 90% إلى 10% و ربما أكثر و قالها هكذا بتهكم و إزدراء.
قالها أحدهم و كان شاعرا " بالعلم و الولد, نحكم البلد" , و هذه أصبحت قاعدة وإستيراتجية سياسية , إجتماعية و إقتصادية. طوال عقود طويلة كان السنة هم الأغلبية بنسب وصلت إلى 70%-30% للشيعة قي نهاية ال 1800 و بدأت هذه النسبة تتضائل حتى عام 1937 حيث بدأت الحكومة بتجنيس الشيعة الذين إستوطنوا البحرين بعد ظهور النفط. لا أود الدخول في التعداد السكاني للبحرين و ماذا حدث و كيف, و لكن الأستاذ الباحث أحمد بن خليفة البنعلي أجرى دراسة مستفيضة وقيمة حول الموضوع و أتمنى منكم الدخول إليها. الغرض هنا أنه و منذ بداية الأربعينات بدأت عند الشيعة النزعة إلى الإستحواذ على الحكم .
لو أردنا أن نقارن بين البحرين و جنوب أفريقيا العنصرية – و المقارنة أصلا ليست واردة – لرأينا أن الأقلية الحاكمة في جنوب أفريقيا أتت من الخارج و بقيت أقلية, بينما في البحرين فإننا رأينا العكس – أقلية أتت من الخارج و تكاثرت لتحاول أن تكون أغلبية قصرا (يعني بالغصب). و العجيب في البحرين أن زعماء الإنقلابيون ليسوا من هذا البلد في الأصل و إنما إستوطنوها و الآن يريدون الخروج على الشرعية المتمثلة بجكم آل خليفة. نعم, أصبحوا مواطنين لهم كامل الحقوق و عليهم كامل الواجبات و لكن ليس لهم الحق أن يطعنوا من آواهم و كرمهم.
ليس غريبا إذا أن يهتم الشيعة بالتعليم و نعرف الآن قصصا مخزية (لهم و للدولة التي كانت في سبات عميق) كيف إستأثروا بالبعثات و تلاعبوا بالإمتحانات و الدرجات, ورأينا كيف إنهم آزروا بعضهم بعضا من أجل الإستحواذ على المناصب و في كل المجالات و الإختصاصات. ورأينا كيف قطعوا أوصال الدولة من أجل الوصول إلى غاياتهم.
الزيادة المضطردة في الإنجاب أوقعت ضغوطا كبيرة على الحكومة من أجل توفير كل مستلزمات الحياة من تعليم و علاج وعمل و مواصلات و سكن و بنية تحتية و خلافه. وهم – أي الشيعة- غير معنيون بالتكلفة التي تتحملها الدولة طالما إن هذه هي إرادة المرجعيات. هؤلاء الأولاد هم الذين نراهم في الشوارع يعيثون فسادا و دمارا اليوم , و هم الذين كانوا بالأمس متسكعين بالدوار يأكلون و يشربون و يتمتعون. و هم الجنود الذين سخرهم الولي الفقيه من أجل تحقيق المراد – جمورية أسلامية شيعية.
وما الخبر السعيد في كل هذا؟ إفاقة الحكومة و السنة. فقط و يكفي.
DR. KNOW
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق