الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

إنتهى الدرس يا غبي

تكلمنا سابقا كيف إن الوقاق قد فوتت على نفسها الفرصة تلو الفرصة لتحقيق مكاسب سياسية أكبر لها و لإتباعها. مشكلة الوفاق الآن هي في عامل الوقت لا أكثر ولا أقل. عندما بدأت الأحداث في فبراير الماضي كانت الوفاق تملك زمام المبادرة و تملك عامل الوقت. و عرض عليها ما عرض و رفضت طبعا كل ما قدم لها – و نحن السنة نقول شكرا لها على الرفض. لو كانت قبلت بمبادرات  ولي العهد و من وسطاء لتم التنازل لهم على حسابنا نحن.

و حتى بعد إخلاء الدوار الأول و الثاني و إلى وقت الحوار الوطني كانت تملك الوقت, إلى أن تم الإعلان عن الإنتخابات التكميلية التي فاطعوها, هنا خسرت الوفاق كل رهاناتها بما فيها الوقت. إضافة إلى هذا تغيرت المعطيات على الآرض كثيرا – لن نتكلم عنها كلها لإنه سبقت الإشارة إليه من قيل – و لكن سنركز على بعض المستجدات فقط لنضعها في سياق الأحداث.

تضررت "ثورة البحرين" كتيرا من الثورة في سوريا. فبعد أن إنتهت الثورة المصرية و قبلها التونسية إستقطبت "ثورة البحرين" الإهتمام الصحفي و الإنتباه العالمي. ولكن دخول سوريا على الخط و غليان الوضع اليمني سلب الإنظار عن البحرين و ثورتها المزعومة. من الصعب وضع مقارنة بين الأحداث في سوريا و اليمن  مع  هذه التي في البحرين. فعلى سبيل المثال عدد قتلى ثمانية أشهر في البحرين لم يتجاوز العشرين شخصا "للمعارضة" و إثنا عشر شخصا من العسكريين و المدنيين الأبرياء. و نحن لانقلل من شأن أية قطرة دماء سالت و لا من شأن أي ضحية وقعت و من الطرفين, و لكن الشيء بالشيء يذكر. التقديرات لضحايا الأحداث في سوريا فاق الثلاثة الآلاف و أضعاف مضاعفة من الجرحى و ألآلاف المشردين و النازحين.
و ضحايا اليمن حدث ولا حرج ولا داعى للكلام فيها حتى لا نتشعب كثيرا و لن يكفينا فقط الإشارة إليه.

القصد – هاتان الثورتان  سرقتا من الوفاق الإلتفاف الإعلامي المكثف ولا نقول كله – فبعض الأصوات لاتزال تنعق و لكن من حين إلى أخر بإستثناء قناتي العالم والمنار التي لم يتوقف نباح الأولى ولا فحيح الثانية. المعركة – إن صحت التسمية – هي معركة إعلامية أكثر من كونها معركة فتل العضلات و الوفاق بدأت تخسر هذه المعركة. و لكن في الجهة المقابلة نرى تخاذلا كبيرا من الحكومة لإغتنام الفرصة و دحرها إعلاميا على صعيد المحور العربي و الغربي. و حقيقة الأمر هذا محير للغاية ولاندري إن كانت الحكومة تخطط لإمر لانعلمه.

الأمر الثاني من المستجدات هو أحداث الإرهاب التي قامت بها جماعات مسلحة بإوامر من إيران لا شك, في السعودية. والملاحظ إن التخطيط للعملية كان عشوائيا مفتقرا إلى بعد النظر. أرادوا أن يصرفوا الأنظار عن النظام السوري و خلق جبهة جديدة في العمق السني لمحاولة زعزعة النظام السعودي. ولكن النظام السعودي ليس لديه المزاج الذي يسمح لإيران ولا لغيرها بالعبث بإمنها و إستقرارها. و إرتدت على الإيرانيين محاولتهم, فإلتف السنة حول القيادة السعودية و شاركهم بذلك سنة الخليج.

إيران تلعب على إحداث شقا طائفيا و تأليب شيعة الخليج على أنظمة الحكم من أجل مخططاتها الخبيثة. وعلى الشيعة العرب في الخليج الإنتباه جيدا من الإنجرار خلف الدعوات الصفوية ذات المسميات الرنانة و لكن ستكون وبالا عليهم وعلى مكتسباتهم ووحدة بلدانهم.
للأسف يقوم النظام الحاكم التبعي لإيران في العراق بإثارة الفتن و القلاقل في دول الخليج الوادعة بسنتها و شيعتها, و يقوم بتهريب السلاح عبر الحدود الصحراوية الشاسعة مع السعودية بإيعاز من إيران , وهذا في الحقيقة مؤلم جدا. أظهر تقرير أمريكي أمس أن حكومة المالكي الصفوية تقوم بدعم النظام السوري ماديا و معنويا و لا يخفى على المراقب أيضا كميات السلاح الإيراني الذي يتم توصيله من خلال النافذة العراقية.

أحداث القطيف إرتدت سلبا على الوفاق هنا في البحرين, أصبح السنة على يقين تام من المخطط الإيراني. للأسف نقولها إن أحداث البحرين طائفية خالصة و بإميتاز. أنكر من أنكر ووافق من وافق – هي كذلك . و هذا المنحنى أساء إلى الوفاق وإلى أية مطالب لها.

الآن , الحكومة ليست في عجلة من أمرها لحل الأمور و الوفاق إستنفذت ما عندها. الواضح في الأمر إن الحكومة متمسكة بسياسة التمييع , فلا داعي أن تتقصد إيقاع قتلى في المخربين وليس هناك من داع لإن تحاورهم. و الشيعة يقومون بإعمال شغب في قراهم و تأثيره جدا محدود و دعواتهم لنقل الألم إلى المناطق الحيوية بأت بالفشل المرة تلو الأخرى. و نشاهد ليليا كيف أن الحكومة تكتفي بإطلاق بعض المسيلات داخل القرى الشيعية بينما باقي الدولة لا تدمع لها عين.

ليس للوفاق الآن إلا أمرين , إما أن تقبل بإقل القليل مما عرض عليها في فبراير و مارس وإما أن تلجأ ألى أساليب القطيف الإرهابية و هذا سيكون قمة في الغباء السياسي و المسمار الأخير في نعشها . أما بالنسبة لبقية المواطنين الشيعة فشأنهم شأن السنة, يريدون الحياة الكريمة  والعيش الكريم بسلام ووئام مع إخوانهم السنة – فيا ترى هل تستوعب الوفاق الدرس ؟

DR. KNOW

بمشاركة مشكورة من (دال)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق