كما وصلتني هذه الأحداث, أقدمها من غير تعليق و هي أحداث مزعجة وتبين مدى التغلغل الإيراني في "الثورة" المزعومة:
في يوم الأحد 27-02-2011 و بعد يوم واحد من
وصوله إلى البحرين, إلتقى مشيمع مع عدد من وجهاء الشيعة و السياسيين. الإجتماع عقد
في فيلا تابعة لرجل أعمال مدرج على جداول المقاطعة حاليا ولكنها ليست سكنه. تم
اللقاء في حوالي منتصف الليل و حضره القائم بالأعمال الإيراني مهدي جعفري. السفير
ومعه شخص أخر من السفارة يسمى حجة الله حضر في سيارة (سني) قديمة مدنية و علما بإن
مكان الإجتماع لايبعد سوى دقائق معدودة عن بيته, إلا إنه إستغرق حوالي 45 دقيقة
للوصول إليه زيادة في التمويه.
دخل السفير و إلتقاه مشيع بالأحضان و كذلك
الموجودون. تجاوز عددهم الثلاثين و منهم كما قلنا رجال أعمال و رجالات الدولة و شيوخ دين شيعة و ممثلين عن الوفاق و محامون.
أحد الذين كانوا متواجدين نقل بعض وقائع ما تم الكلام فيه. كان من بين الحضور
بالإضافة إلى ما تقدم – نزار البحارنه – عبدالمجيد العلوي – عبد الوهاب حسين – مطر
مطر – علي الأسود ووجهان سنيان و أسماء أخرى لاداعي لذكرها الآن.
بعد تبادل التهاني بعودة مشيمع سالما إلى
البحرين ثم التهاني إلى نزار البحارنه و مجيد العلوي بالتعيين الوزاري الجديد حيث
تعالت الضحكات الساخرة و أولها كان من الوزيران نفسيهما. كانت الضحكات المتهكمة
على عدم وضع يديهما على المصحف الشريف تتعالى و يطلق أحد الحضور نكتة فتتصاعد
القهقهات. يعلق مشيمع قائلا "هؤلاء نعم الرجال " و يشير بيده إليهما.
ويخاطب مشيمع المتأمرون و يشكرهم على
حضورهم و على دعمهم للثورة ويخص حكومة إيران بالذكر, و يؤكد لهم إن النظام أضحى
على بعد أيام من السقوط. السفير الإيراني بدوره أثنى على مسار الإنتفاضة و إنها
على تسير على خطى الثورة الخمينية و البحرين ستكون فاتحة خير لنشر الثورة
الإيرانية المباركة على حد تعبيره.
ومضى السفير الإيراني قائلا – إننا على
إتصال مباشر مع الإخوة المجاهدين و الأمور تسير بإحسن مما كنا نتوقع و النظام
البحريني يتخبط و لكن أمران يسببان الإزعاج لنا – الأمر الأول عدم وجود قيادة
موحدة و حازمة في هذا الوقت و نتمنى أن تحل هذه المشكلة الآن بعد عودة الأخ حسن. وبدى
الإمتعاض واضحا على وجوه الوفاقيين, أما الأمر الثاني فهو قلة عدد الشهداء. رد
عليه عبدالوهاب حسين – ذلك ليس بإرادتنا , تفاجأنا برد فعل النظام الخليفي السلبي الذي
جاء فاترا. أراد مطر مطر أن يتكلم عندما قاطعه مشيمع محاولا التخفيف قائلا – لقد
إلتقيت كما تعلمون بالشيخ علي (سلمان) هذا الصباح و الشيخ مع إعلان الجمهورية قلبا
و قالبا و لكن لديهم إعتبارات سياسية في هذا الوقت. هم ينظرون إلى الموضوع من
منظور خليجي و عربي و نحن ننظر إليه من منظور إيراني و علاقتنا مع الشقيقة إيران.
سنضع الجميع تحت الأمر الواقع و عندها لن يكون لديهم ما يفعلوه. أنا إلتقيت مع
الجماعة في بيروت و وعدونا بكل أشكال الدعم.
مطر مطر علق قائلا نحن مع إسقاط النظام و
هذا لايخفى عليكم و لا نعمل حسابا للدول العربية فهي منشغلة بثوراتها و السعودية
لاتهمنا, نحن نتعامل مع الدول الكبرى - أمريكا و بريطانيا و علينا توخي الحذر
معهم. لامانع لدينا تنظيميا أن نمثل الجناح السياسي في هذه الثورة المباركة بينما
(حق) تمثل الجناح العسكري. و حال سقوط النظام سيكون لنا تعامل مع الدول الكبرى و
الصديقة التي تجمعنا بها صداقات و علينا طمئنتهم بإن مصالحهم مصانة.
تحول الكلام إلى ما هو آت. و عرض مشيمع
تشكيليته الوزارية و قال لقد ناقشتها مع الشيخ (علي سلمان) هذا الصباح و قد وافق
عليها وكذلك آية الله عيسى قاسم. و نحن الآن في مرحلة الإعداد لكتابة دستورنا
الجديد, وتدخل أحد كبار المحامين فقال إنه على إستعداد لتشكيل لجنة لكتابته. أثنى
مشيمع على هذا و أضاف – لا نريد أن يقال أن الشيعة كتبوا التقرير , سيأتيكم شبلي
الملاط (محامي من أصل لبناني له مكاتب في عدة دول منها مكتب في سالت ليك سيتي في
ولاية يوتاه الأمريكية و متخصص في القوانيين الدستورية) و هو سيرأس اللجنه و نريد
منكم الإتصال ببعض المحامين السنة ليكونوا ضمن اللجنة. و ذكر بعض الأسماء. وأضاف
إن الملاط متواجد حاليا في بيروت في إنتظار دعوته للحضور و هو من الذين قدموا
الدعم الكبير للثورة وعلى إتصال مباشر مع الأخ سعيد. (الملاط حضر فعلا إلى البحرين
و لكن السلطات رفضت دخوله و أعادته, ربما لإنهم كانوا على علم بالمخطط).السفير
الإيراني بدوره أبدى إستعداد بلاده للمساعدة في وضع دستور للبلاد و قال يمكنكم
طبعا الإستعانة بالدستور الإيراني كدليل لكم.
و هنا أكد مشيمع إن النظام إلى سقوط و لابد
من تحركات أوسع لتهيئة المجتمع الدولي, و تم طرح فكرة إرسال وفد إلى أمريكا و
الأمم المتحدة برئاسة نزار البحارنه. البحارنه لم تعجبه الفكرة و قال يمكنني
التحرك بشكل أسرع و أسلم لو كنت لوحدي حيث أن الموضوع مرتبط بسرية عالية. وافقه
مشيمع على ذلك و لكنه طلب سرعة التحرك. في خلال أيام بعد هذا الإجتماع كان
البحارنه في نيويورك و إدعى إنه ذاهب إلى بريطانيا لمتابعة علاج والده تاركا
مستشفى السلمانية محتلا و في حالة مزرية.
توجه مشيمع بالكلام إلى السفير قائلا نحن
نقدر لكم كل الدعم المادي و المعنوي و لكننا بعد أيام سنواجه الجيش و ليس عندنا
أسلحة تكفينا و الجماعة في بيروت قد وعدوني بها. قال السفير نحن طلبنا من أصدقائنا في العراق بمساعدتكم و أتوقع أن تحصلوا على
الدعم قريبا. و في هذا المقام يجب أن تلتزموا بالخطة الموضوعة و عليكم عدم التسرع.
( مشيمع لم يلتزم بالخطة و تسرع بإعلان الجمهورية). أحد الحاضرين علق قائلا إنه لن
تكون هناك فرصة للجيش بالتدخل فهو في حالة إنهيار – تعالت الضحكات. مهدي جعفري قال
إن الأمر لم ينتهي بعد فأمامكم مهمة شاقة.
دخل السفير و مشيمع و العلوي و البحارنه في
إجتماع خاص في غرفة جانبية و أغلقوا الباب عليهم, خرج بعدها المتأمرون و تناولوا
الشاي و بعض المأكولات في جو ساده الضحك و الدعابة. مشيمع قال ضاحكا أريد أن أذهب
إلى الدوار لأتمتع , رد أحدهم " خلك محلك ما فيك شده" و تعالت الضحكات.
أخر قال بما أن البحارنه الآن وزير الصحة فهو يستطيع أن يعطيك فياجرا مجانا !
بينما قال أخر الوزير سيوزع علينا جميعا !
إنفض الإجتماع و ذهب كل في حال سبيله , و
يبقى لهذا الإجتماع دلالات كثيرة و كبيرة , ربما نناقشها في موضوع أخر....
DR. KNOW
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق