الخميس، 10 نوفمبر 2011

تفاصيل إجتماع سري بين مشيمع و السفير الإيراني في البحرين

كما وصلتني هذه الأحداث, أقدمها من غير تعليق و هي أحداث مزعجة وتبين مدى التغلغل الإيراني في "الثورة" المزعومة:
في يوم الأحد 27-02-2011 و بعد يوم واحد من وصوله إلى البحرين, إلتقى مشيمع مع عدد من وجهاء الشيعة و السياسيين. الإجتماع عقد في فيلا تابعة لرجل أعمال مدرج على جداول المقاطعة حاليا ولكنها ليست سكنه. تم اللقاء في حوالي منتصف الليل و حضره القائم بالأعمال الإيراني مهدي جعفري. السفير ومعه شخص أخر من السفارة يسمى حجة الله حضر في سيارة (سني) قديمة مدنية و علما بإن مكان الإجتماع لايبعد سوى دقائق معدودة عن بيته, إلا إنه إستغرق حوالي 45 دقيقة للوصول إليه زيادة في التمويه.

دخل السفير و إلتقاه مشيع بالأحضان و كذلك الموجودون. تجاوز عددهم الثلاثين و منهم كما قلنا رجال أعمال و رجالات الدولة  و شيوخ دين شيعة و ممثلين عن الوفاق و محامون. أحد الذين كانوا متواجدين نقل بعض وقائع ما تم الكلام فيه. كان من بين الحضور بالإضافة إلى ما تقدم – نزار البحارنه – عبدالمجيد العلوي – عبد الوهاب حسين – مطر مطر – علي الأسود ووجهان سنيان و أسماء أخرى لاداعي لذكرها الآن.

بعد تبادل التهاني بعودة مشيمع سالما إلى البحرين ثم التهاني إلى نزار البحارنه و مجيد العلوي بالتعيين الوزاري الجديد حيث تعالت الضحكات الساخرة و أولها كان من الوزيران نفسيهما. كانت الضحكات المتهكمة على عدم وضع يديهما على المصحف الشريف تتعالى و يطلق أحد الحضور نكتة فتتصاعد القهقهات. يعلق مشيمع قائلا "هؤلاء نعم الرجال " و يشير بيده إليهما.

ويخاطب مشيمع المتأمرون و يشكرهم على حضورهم و على دعمهم للثورة ويخص حكومة إيران بالذكر, و يؤكد لهم إن النظام أضحى على بعد أيام من السقوط. السفير الإيراني بدوره أثنى على مسار الإنتفاضة و إنها على تسير على خطى الثورة الخمينية و البحرين ستكون فاتحة خير لنشر الثورة الإيرانية المباركة على حد تعبيره.

ومضى السفير الإيراني قائلا – إننا على إتصال مباشر مع الإخوة المجاهدين و الأمور تسير بإحسن مما كنا نتوقع و النظام البحريني يتخبط و لكن أمران يسببان الإزعاج لنا – الأمر الأول عدم وجود قيادة موحدة و حازمة في هذا الوقت و نتمنى أن تحل هذه المشكلة الآن بعد عودة الأخ حسن. وبدى الإمتعاض واضحا على وجوه الوفاقيين, أما الأمر الثاني فهو قلة عدد الشهداء. رد عليه عبدالوهاب حسين – ذلك ليس بإرادتنا , تفاجأنا برد فعل النظام الخليفي السلبي الذي جاء فاترا. أراد مطر مطر أن يتكلم عندما قاطعه مشيمع محاولا التخفيف قائلا – لقد إلتقيت كما تعلمون بالشيخ علي (سلمان) هذا الصباح و الشيخ مع إعلان الجمهورية قلبا و قالبا و لكن لديهم إعتبارات سياسية في هذا الوقت. هم ينظرون إلى الموضوع من منظور خليجي و عربي و نحن ننظر إليه من منظور إيراني و علاقتنا مع الشقيقة إيران. سنضع الجميع تحت الأمر الواقع و عندها لن يكون لديهم ما يفعلوه. أنا إلتقيت مع الجماعة في بيروت و وعدونا بكل أشكال الدعم.

مطر مطر علق قائلا نحن مع إسقاط النظام و هذا لايخفى عليكم و لا نعمل حسابا للدول العربية فهي منشغلة بثوراتها و السعودية لاتهمنا, نحن نتعامل مع الدول الكبرى - أمريكا و بريطانيا و علينا توخي الحذر معهم. لامانع لدينا تنظيميا أن نمثل الجناح السياسي في هذه الثورة المباركة بينما (حق) تمثل الجناح العسكري. و حال سقوط النظام سيكون لنا تعامل مع الدول الكبرى و الصديقة التي تجمعنا بها صداقات و علينا طمئنتهم بإن مصالحهم مصانة.

تحول الكلام إلى ما هو آت. و عرض مشيمع تشكيليته الوزارية و قال لقد ناقشتها مع الشيخ (علي سلمان) هذا الصباح و قد وافق عليها وكذلك آية الله عيسى قاسم. و نحن الآن في مرحلة الإعداد لكتابة دستورنا الجديد, وتدخل أحد كبار المحامين فقال إنه على إستعداد لتشكيل لجنة لكتابته. أثنى مشيمع على هذا و أضاف – لا نريد أن يقال أن الشيعة كتبوا التقرير , سيأتيكم شبلي الملاط (محامي من أصل لبناني له مكاتب في عدة دول منها مكتب في سالت ليك سيتي في ولاية يوتاه الأمريكية و متخصص في القوانيين الدستورية) و هو سيرأس اللجنه و نريد منكم الإتصال ببعض المحامين السنة ليكونوا ضمن اللجنة. و ذكر بعض الأسماء. وأضاف إن الملاط متواجد حاليا في بيروت في إنتظار دعوته للحضور و هو من الذين قدموا الدعم الكبير للثورة وعلى إتصال مباشر مع الأخ سعيد. (الملاط حضر فعلا إلى البحرين و لكن السلطات رفضت دخوله و أعادته, ربما لإنهم كانوا على علم بالمخطط).السفير الإيراني بدوره أبدى إستعداد بلاده للمساعدة في وضع دستور للبلاد و قال يمكنكم طبعا الإستعانة بالدستور الإيراني كدليل لكم.

و هنا أكد مشيمع إن النظام إلى سقوط و لابد من تحركات أوسع لتهيئة المجتمع الدولي, و تم طرح فكرة إرسال وفد إلى أمريكا و الأمم المتحدة برئاسة نزار البحارنه. البحارنه لم تعجبه الفكرة و قال يمكنني التحرك بشكل أسرع و أسلم لو كنت لوحدي حيث أن الموضوع مرتبط بسرية عالية. وافقه مشيمع على ذلك و لكنه طلب سرعة التحرك. في خلال أيام بعد هذا الإجتماع كان البحارنه في نيويورك و إدعى إنه ذاهب إلى بريطانيا لمتابعة علاج والده تاركا مستشفى السلمانية محتلا و في حالة مزرية.

توجه مشيمع بالكلام إلى السفير قائلا نحن نقدر لكم كل الدعم المادي و المعنوي و لكننا بعد أيام سنواجه الجيش و ليس عندنا أسلحة تكفينا و الجماعة في بيروت قد وعدوني بها. قال السفير  نحن طلبنا من أصدقائنا في العراق بمساعدتكم و أتوقع أن تحصلوا على الدعم قريبا. و في هذا المقام يجب أن تلتزموا بالخطة الموضوعة و عليكم عدم التسرع. ( مشيمع لم يلتزم بالخطة و تسرع بإعلان الجمهورية). أحد الحاضرين علق قائلا إنه لن تكون هناك فرصة للجيش بالتدخل فهو في حالة إنهيار – تعالت الضحكات. مهدي جعفري قال إن الأمر لم ينتهي بعد فأمامكم مهمة شاقة.

دخل السفير و مشيمع و العلوي و البحارنه في إجتماع خاص في غرفة جانبية و أغلقوا الباب عليهم, خرج بعدها المتأمرون و تناولوا الشاي و بعض المأكولات في جو ساده الضحك و الدعابة. مشيمع قال ضاحكا أريد أن أذهب إلى الدوار لأتمتع , رد أحدهم " خلك محلك ما فيك شده" و تعالت الضحكات. أخر قال بما أن البحارنه الآن وزير الصحة فهو يستطيع أن يعطيك فياجرا مجانا ! بينما قال أخر الوزير سيوزع علينا جميعا !

إنفض الإجتماع و ذهب كل في حال سبيله , و يبقى لهذا الإجتماع دلالات كثيرة و كبيرة , ربما نناقشها في موضوع أخر....



DR. KNOW

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق