الاثنين، 7 نوفمبر 2011

لن تخطفوا عيدنا


أمس كان أول أيام عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا باليمن و الأمن و البركات. تتوقع أن يكون العيد إحتفاليا يسوده الأمن و  السلام و هذا صحيح في كل الدول الإسلامية إلا في البحرين. و أعياد المسلمين هي ليست فقط محصورة على الإحتفالات و لكنها أيضا عبادة مثلها كباقي عبادات المسلمين و لها خصوصياتها وواجباتها. و في العيد يلقى المسلمون بعضهم يعضا بوجه رحب و بتسامح و يذروا خلافاتهم و يتوحدوا . و بينما عباد الرحمن وقوف على جبل الرحمة, جبل عرفات يبتهلون إلى الخالق عز و جل بخالص الدعاء,وبينما نحن ممن لم يقدر لهم الوقوف معهم إمتثلنا لسنة الحبيب المصطفى و صمنا هذا اليوم العظيم, أبت فرقة منا إلا أن تنشر الرعب و الهلع بين المواطنيين و المقيميين.

و في أول أيام العيد (السعيد) بدأت هذه الفرقة من الصباح الباكر بسد الطرقات و التفجيرات معلنة بذلك إنهم لن يدعونا نهنأ بالعيد. يريدوننا أن نحزن و نرتعب خوفا و أن لا نبدى أي مظهر من مظاهر الفرح و البهجة مخالفين بذلك شرع الله و سنة نبيه.

خسئتم, لن ترهبونا و لن ترعبونا. نحن ماضون في إحتفالاتنا و و عباداتنا و حياتنا غير عابئين بعبثيتكم. إن كان مذهبكم يدعو إلى الكراهية و يدعو إلى الحزن المطلق و إلى العنف فنحن مجبولين على التسامح و التعايش و الوسطية.

في ليل أول أيام العيد إمتزجت أصوات الرعد التي صاحبت أمطار الخير بإصوات التفجيرات التي صاحبت أعمال الشر. ربما, إن ما تحاول هذه الفرقة إيصاله لنا إنهم ليسوا من نسيج هذا الشعب و لا علاقة لهم بإفراحنا ولا بأحزاننا و نأبى نحن إلا أن نشركهم معنا. لقد إختزلوا البحرين إلى صراع ضدين – صراع الخير ضد الشر و البحرين أكبر من هذا. يعلمون إنهم الشر و لكنهم ماضون في طغيانهم يعمهون. واآسفاه عندما يستفحل الجهل و يتولى الحقد قيادة الرجل فيعمي بصره و بصيرته.

هذه الفرقة لديها مفاهيم مقلوبة, عندما ينادون بشعارات خرقاء مثل – إخوان سنة و شيعة, هذا الوطن ما نبيعه تتجلى قدراتهم الإبداعية في الإستخفاف بذاتهم. تقولون الوطن ما نبيعه؟؟ تدمرونه و تحرقونه ؟ أهكذا يحفظ الوطن؟ ترعبون خلق الله من كافة الطوائف و الأديان و كل من عاش عليه؟ أهكذا يشترى الوطن ؟ بئس ما شريتم. تعيثون فيه فسادا و تريدون الهلاك للإقتصاد و تهددون الناس في مصادر أرزاقهم و تقولون هذا الوطن ما نبيعه؟ أي منطق أعوج هذا الذي تدعون؟ أي مذهب أبله هذا الذي يبيح تعطيل مصالح الناس و إيذائهم؟

و سأقولها صراحة, أنتم لستم أخوة ولا تشرفنا أخوتكم, و لو كنتم أخوة حقا لتبرأنا منكم. أمنا البحرين , حنونة عطوفة بأبنائها, أما أنتم فلكم أن تبحثوا عن أي أم فجرت و أنجبتكم. الأخ لا يسد الشارع في وجه أخيه و لايضع له فيه زيوتا ولا ينصب له الكمائن. إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان, أما من يتعمد وضع الأذى في الطريق فلا إيمان له. إني محاسب على كلامي هذا أمام رب العالمين و أقول – ربي لقد أذونا و فسدوا و أفسدوا, ربي إنهم ضلوا و أضلوا , ربي ليس من أهل الإيمان من يفعل هذا. ربي إهدهم و أصلحهم و إن رفضوا فخذهم أخذ عزيز مقتدر.

سأتحاشى الدخول في أمور فقهية, فلست فقيها و لن تدركوا الفقه على أية حال, ولكن في الفقه باب إسمه (درء المفاسد) و يتلخص في إن لا منفعة تأتي من إفساد. بمعنى أخر- لو أن المنفعة تتحقق من خلال إحداث إفساد فلا يجوز ذلك شرعا. فعلى سبيل المجاز لو أن مطالبكم بها منفعة للوطن فإن الطريقة التي تتبعونها هي في حد ذاتها إفساد و مضرة أكبر من مطالبكم – أفلا تعقلون!؟

وعليكم أن تتذكروا, إن لكم مواسما و طقوسا و شعائر تقيموها و لم ينهكم عنها أحد و لم يتدخل فيها أحد, حتى الآن. وهذا في طريقه إلى أن يتغير مازلتم مصرين على نهجكم الغبي الرافض للسلم الأهلي و التعايش وليس لكم إلا أنفسكم تلومونها و يومها لا و لن ينفعكم الندم. وبإستطاعتكم حينئذ أن تضيفوها إلى لوائح المظلوميات التي صنعتها أياديكم, أياد غدرت ثم تباكت , أياد مكرت ثم تنصلت – هذا هو التاريخ يعيد نفسه.



DR. KNOW

هناك تعليقان (2):

  1. مسكين ما عندك احد يرد عليك من سذاجة مقالك

    لكن السؤال، من الي يفجر؟؟ اسأل صاحبتكم اميركا واسأل معبودك حمد :)

    ردحذف
  2. المقال لا يحتاج للتعليق يا كبير السذج ..

    الجواب: من يفجر هي معبودتك ايران ولأجل حبيبك التومان اقصد الدينار .. :)

    ردحذف