الجمعة، 5 يوليو 2013

حسن ومرقص وكوهين


أقسم بالله العظيم إنني لست إخوانجيا ! ولم أكن في يوم, ولن أكون...والله العظيم بريء يا بيه..

رأيت أن أبدأ بالقسم قبل أن أتهم بالإخوانجية, وهذه تهمة توزع هذه الأيام مثل كعك العيد (مثل مصري بما إن الكلام اليوم عن مصر) ..ويا ويل المتهم بها – أمه داعية عليه - أصبح منبوذا بين العربان عليه من اللعنات ما عليه, إستباح السبعة وذمتها والعياذ بالله .. المقصود بالسبعة هم السبع الموبقات جنبنا إياها الله وإياكم ..

وسقط حكم الإخوان في مصر الذي إستمر 345 يوما .. ولم يعطوا مرسي فرصة الإحتفال وإطفاء شمعة على جاتوه من مخبز المن والسلوى في السيدة نفسية .. إنتظر العسكر والبرادعي وشيخ الأزهر والبابا والماما وحزب إطفي النور وإنت خارج وغيرهم, إنتظروا مغيب الشمس ليتناوبوا على إغتصاب الديموقراطية ويخرجوا ويعلنوا فعلتهم صراحة وعلى الملاء ثم يدعون إن الديموقراطية طلبت منهم ذلك ..

أقسم بالله العظيم إنني لست إخوانجيا ولا من أنصار السيد مرسي ..

في خطاب مرسي قبل الأخير أعاد ترديد كلمة (شرعية) حوالي 75 مرة... كإنه يريد أن يقول إن هذا هو مربط الفرس .. وأنا نوعا ما أتوافق معه ولكن الموضوع أكبر من ذلك ..

منذ الساعة الأولى لتولي فترة رئاسته التي يفترض أن تمتد 4 سنوات وؤدت .. منذ هذه الساعة إلتم معارضوه وأقسموا على أن يزيحوه عن منصبه .. وهذه حقيقة .. قبلها بإيام كان حمدين وموسى وبقية الشلة يقدحون بعضهم بعضا بشتى أنواع القذف والشتائم ولكن وصول مرسي إلى الرئاسة جعلهم ينبذون خلافاتهم وتوحدوا وكانوا يدا واحدا ولسانا واحدا .. جميل حقيقة أن نعلم أن العرب بمقدرهم التوحد إن أرادوا .. أو لربما أرادوا الوحدة ولم يدركوا إلا مرض التوحد .. لإن بعضهم كان يهذي أحيانا ..

على أي .. وضعوا لمرسي عراقيل ومؤامرات عجزت شجر الدر أن يتفتق ذهنها بها .. الرجل كان يحكم أو يحاول أن يحكم ولكن على فشوش .. حاول إستدراجهم لتأليف حكومة وحدة وطنية والكل رفض .. عرض رئاسة الوزارة على البرادعي وغيره ورفضوا .. حاول أن ينظف القضاء فإزداد وسخا .. حاول البرلمان فأغلقوه .. حاول الدستور فقاطعوه .. حاول الإصلاح فأوقفوه .. حاول الخارج فعيبوه .. كلما تكلم أهانوه .. قرض البنك الدولي ومصر بحاجة له قالوا وكيف لإخوانجي أن يأخذ قرضا ربويا .. إتجه إلى قطر فقالوا باع لهم الأهرامات وقناة السويس .. إسرائيل ضربت غزة قالوا خطة لتوطين الغزيين (يعني أهل غزة بالعربي الفصيح أوي) في سيناء .. فتح المعبر الذي كان مغلقا فعليا منذ تولي حماس السلطة فقالوا إخوان مع بعض ضد مصر .. وقال لهم تفضلوا إلى حوار وطني يا جماعة طنشوه .. فقط حاول أن يتكلم عن صفقة الغاز مع إسرائيل .. فا شحولوه (كلمة بحرينية تعني لعنوا سنسفيل اللي خلفوه) ..

أقسم بالله العظيم إنني لا أزل لست إخونجيا ولا أزال لست من أتباع الدكتور مرسي ..

ثم أرادوا محاربته بتأليب الشعب عليه .. إعتصام في التحرير وآخر .. ولكن لم يؤتي الثمار المرجوة .. فعمدوا إلى إوجاع الشعب وتجويعه .. الإقتصاد شبه منهار قصدا .. إذا وجدت الكهرباء أقام الأهالي (مولد) للتعبير عن فرحتهم بها .. أنابيب الغاز شحت من السوق وأصبحت تباع في السوق السوداء بعشرة أضعاف سعرها .. والمحروقات إختفت  بقدرة قادر.. وكلها كانت متوفرة لولا إن المؤامرة على مرسي كانت كبيرة ... أكبر منه ومن الإخوان ..

الطامة الكبرى .. إن مرسي كان يحكم بدون سلطة تنفيذية .. أي بدون شرطة وبدون جيش .. الجهتان اللتان تحملان السلاح كانتا تعملان ضده .. وتتأمران ضده مع بقية المتأمرين .. وكانت مجرد وقت فقط للحصول على ثغرة قانونية أو دستورية أو حتى منطقية يحلل لهم قلب نظام الحكم ... وهنا برزت حركة تمرد وحملة جمع التواقيع المليونية .. أتبعوها بإعتصام 30 يونية .. وكان ذلك كافيا للجيش أن يدعي وقوفه مع الشعب من أجل الحفاظ على الديموقراطية والحفاظ على الأرواح ..

أعطى العسكر رأيا قانونيا بإن الشعب هم أولئك المحتشدون في التحرير .. أما المحتشدون في رابعة العدوية فإنهم يمارسون حقهم الطبيعي في عمل جماعي لعجين الفلاحة ....

أقسم بالله العظيم إنني على قسمي لست إخوانجيا ولا أناصر مرسي باشا ..

وإنتهت ال 48 ساعة .. وتسمر الجميع أمام شاشات التلفاز ليشاهدوا التاريخ يكتب على الهواء مباشرة .. ويخرج السيسي وكإنه في جنازة وصرامة الوجه بداية عليه وعلى ضيوفه (الشرفاء) كما وصفهم البابا .. وكلها دقائق وتحولت الجنازة إلى حفلة زار لطرد الأرواح الإخوانجية الشريرة من جسد مصر .. وتنقسم الأمة .. ليس فقط مصر ولكن كل الأمة العربية .. وأصبح ناس مع .. وناس ضد .. والعاطفة جياشة .. وغيبت العقول ..

أسئل أحدهم .. لماذا أنت مبسوط لعزل مرسي .. فيرد لإنه إخوان .. فأضيف .. ومالعيب في الإخوان ..!؟ فيرد .. مممم  لإنهم إخوان يا أخي ... فأقول .. وماذا بالتحديد لا يعجبك في فكر الإخوان ... فيقلب عينية .. ممممممم ... كونهم إخوان وهذا ما لا يعجبني .. شكرا على الإيضاح يا باشمهندس .. نورت المحكمة ..

الليبراليون والمثقفون عندهم حجج أقوى من ذلك .. فهم يرفضون ما يسمى حكم المرشد, وخوفهم على تقنيين الحريات الشخصية والمدنية ورفضهم خلط الدين بالسياسة .. ويؤمنون بما لله لله وما لقيصر لقيصر .. إلى آخره .. وهذه مخاوف مبررة .. فمن منا يريد حكما كحكم ملالي إيران لاقدر الله !!؟؟ لا أحد .. نحن نثمن حرياتنا .. ولكن إحقاقا للحق ... عندما أسئل أحدهم .. ألا يزال شارع الهرم يعمل ..؟؟ هل أقفلت حانة أو مرقص ..؟؟ فترد علي إحدى الزميلات .. لا .. ولكن الحرية ليست فقط في حرية الفسوق .. ولكن أيضا في التعبير واللبس .. فمثلا أرفض أن أتحجب ... فقلت جميل .. كما إنني أرفض أن تتحجبي لإنك جميلة أولا وثانيا ليس لي عليك حكم شرعي .. بس بغض النظر .. أو في هذه الحالة لم أستطع غض النظر ..! هل فرض مرسي الحجاب ..!؟؟ قالت لا ولكن زوجته متحجبة .. ونحن لسنا ببعيد ..

فقلت إذا هذا خوف من إحتمالية .. وليس بخطر محدق .. فقالت صحيح ولكنه وارد .. فقلت ولكن المعتصمون في ميدان التحرير دائما يحاولون ويدفعون بالمحجبات أمام عدسات الفضائيات ليقولوا إن حتى المحجبات والمتدينات ضد مرسي .. فما يخيفهن ..!!؟؟ قالت .. نريد أن لا تكمم الأفواه .. فقلت يا سبحان الله .. العشرات من (التوك شوز) إنتشرت في القنوات المصرية يتكلمون بكل حرية .. والفضل لذلك لمرسي الذي جعل من باسم يوسف ولميس الحديدي وغيرهم مليونيرات .. تنحنحت ولم يعجبها الكلام ..

أقسم بالله العظيم إنني لست إخوانجيا ولست من أنصار مرسي ..

ماذا إذا .. حتى لا أتشعب كثيرا .. لإختصر .. ما حدث هو البداية وليس النهاية ... لست حزينا على مرسي بقدر ما أنا حزين على فشل التجربة الديموقراطية الأولى في العالم العربي.. حزين لإنني أرى مؤامرة محبكة محكمة .. تمت فيها تضحية مصر وشعبها ودستورها ومؤسساتها .. حزين لإن هناك من يؤمن بالديموقراطية ولكنه ينكرها على الآخرين .. يوم حزين عندما يرفض أناس التفكير في أي نفق مظلم يقودون البلاد والعباد ..

لا ضير في أن يكون هناك معارضة لمرسي أو أي نظام .. طالما أن المعارضة وطنية وشريفة.. لا بأس أن تكره مرسي والإخوان والأخوات وعيال العم بعد .. ولكن كرهك يجب أن لا يعميك عن الحق وعن الشرعية .. خذ حقوقك كاملة غير منقوصة ... ولكن بالطرق القانونية الشرعية الدستورية .. هذه هي الديموقراطية .. لقد نسوا إن الديموقراطية هي ثقافة قبل أن تكون تطبيقا .. والعرب عامة لم ينهلوا من هذه الثقافة .. لو إنهم فقط أضافوا إليها قليلا من الهيشك بيشك لكنا فطاحل فيها ..

أقول إن الجيش قد أخطأ بفداحة .. وإن شيخ الأزهر أخطأ .. والبابا أخطأ .. والبرادعي دائما على خطأ .. وأعتقد إن المصريين سيندمون .. والذين باركوا قد تسرعوا .. فقد باركوا الخراب والدمار واللاشرعية والفوضى والدم ..

صدقوني لا أبالي إن خرج مرسي .. أخرجوه .. ولكن بنفس الطريقة التي جاءت به .. عن طريق الصندوق ..

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر الليبراليين الذين يظنون أن الديموقراطية حكرا لهم وعليهم, والذين يظنون إنهم أوصياء عليها إلى يوم الدين .

 

 

DR. KNOW

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق